نورهان أنس وحديث حول الاستثمار في الطاقة البديلة وأهم المشروعات في المنطقة العربية 

تعد أهداف التنمية المستدامة هي الخريطة العالمية التي وُضِعت حفاظاً على المجتمعات ولاستغلال الموارد بأمثل شكل لها، ونجد أن الهدف السابع وهو "طاقة نظيفة بأسعار مقبولة" وضع خصيصاً لأجل التحول العالم إلى الطاقة المتجددة وذلك مما تتسبب فيه الطاقة التقليدية من مخاطر مجتمعية، ولهذا تعمد الدول إلى استقطاب الاستثمار  في مجال الطاقة النظيفة بشكل أكبر.

ولنبدأ أولاً ببعض المخاطر التى تواجه العالم بسبب الوقود الأحفوري

إن طاقة الوقود الأحفوري تنتج تقريباً 60% من الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى تغير المناخ العالمىي ونتيجة لذلك نجد أنه قد ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الأحفوري بنسبة 62% على مستوى العالم ما بين 1990 و2019. ومع الإغلاق العالمي الحادث في 2020 بسبب تبعات جائحة الكورونا نجد أنه مثلاً تراجعت مستويات التلوث في نيويورك بـ50% مقارنة بالعام الأسبق 2019، أما عن الصين فانخفضت الانبعاثات بنسبة 25%، كما تراجع استهلاك الفحم بـ40% في ست من أكبر المطاحن في الصين، أما عن جودة الهوء فتحسنت في 337 مدينة حول العالم بنسبة 11.4%، يأتي ذلك بعد أن كان عام 2019 هو الأعلى من حيث درجات الحرارة المسجلة عالمياً.

ولهذا نجد أن العالم يسعى إلى التحول إلى الطاقة النظيفة ما بين إقامة المشاريع المختلفة أو إتاحة الاستثمار الأجنبي المباشر بها مما سيدعم التحول إلى بيئة نظيفة وبناء مجتمع مستدام، فمنذ 2015 تم إنتاج 20% من الطاقة عالمياً من خلال الطاقة النظيفة.

ثانياً ومع انخفاض أسعار النفط خلال جائحة الكورونا اتجه العالم إلى دفع عجلة الطاقة النظيفة أو الطاقة المتجددة، فنجد أن الإتحاد الأوروبي خصص 30% من خطة التعافي من الجائحة البالغ قيمتها 900 مليار دولار إلى الاستثمارات النظيفة.

ويأتي كل ذلك في أثناء انخفاض تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة فقد سجلت تكاليف الطاقة الشمسية الكهروضوئية انخفاضاً منذ 2010  بمقدار 82%، لتليها الطاقة الشمسية المركزة والتي شهدت تكاليفها انخفاضاً بمقدار 47%، ثم طاقة الرياح البرية وطاقة الرياح البحرية بـ39% و29% على التوالي وذلك خلال عام 2019 بحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. ويأتي ذلك الإنخفاض نتيجة لتطور التقنيات بالإضافة إلى تنامي خبرات المطورين وغيرها من الأسباب. وتشير المزادات واتفاقيات شراء الطاقة الأخيرة إلى احتمالية انخفاض أسعار تكاليف تقنيات الطاقة الشمسية والرياح للمشاريع المقرر تشغليها في 2021 بنسبة تعادل 42% من نسبة التكاليف لعام 2019، منخفضةً بذلك بمعدل يفوق 20% من أقل محطات الطاقة المنافسة التي تعمل بالوقود الأحفوري.

تحول الدول العربية إلى الطاقة المتجددة

تعتمد الدول العربية على كلاً من النفط والغاز الطبيعي كمصدرين أساسين للطاقة بالإضافة إلى المصادر الثانوية كالطاقة الكهرومائية والتوليد الحراري، وخلال عام 2015 كانت نسبة إنتاج الكهرباء من النفط والغاز تبلغ 84% من إجمالي الإنتاج، فيما لم تتخطى نسبة الإنتاج من الفحم 1.6% من الإجمالي.

وبتقسيم حصة مصادر الطاقة المتجددة من إجمالي قدرات توليد الطاقة خلال عام 2017 فنجد أن موريتانيا بلغت حصتها 38%، فيما بلغت حصة المغرب 29%، وجاءت حصة تونس بـ7%، وحصة مصر جاءت بـ6%، فيما بلغت الجزائر 3%، والإمارات بـ1%.

وتشير إحصاءات وكالة الطاقة المتجددة إلى أنه تم استثمار 11 مليار دولار  في مصادر الطاقة المتجددة في عام 2016، وذلك بالمقارنة مع مليار و200 مليون دولار لعام 2008.

ويشهد العالم العربي إنشاء العديد من المشروعات التي تدعم إنتاج الطاقة المتجددة:

• مشروع جبل زيت بمصر لإنتاج طاقة الرياح لعام 2018.
• مشروع كويرة بالأردن لإنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية لعام 2018.
• محطة نور 2 و3 بالمغرب لإنتاج الطاقة الشمسية المركزية لعام 2018.

وخلال عام 2020 امتلكت المغرب خمس مشروعات مختلفة لإنتاج طاقة الرياح بدعم من المصرف الأوروبي للاستثمار .

وفي الختام يتضح لنا أن الآتي هو عصر الطاقة المتجددة أو عصر ما بعد النفط، فإذا ما أردت أن تعرف أكثر عن قطاع الطاقة في الشرق الأوسط فإن جي وورلد توفر لك تقرير لقطاع الطاقة لكل دولة على حدا فجي وورلد تمنحك خريطة الاستثمار وعليك الإختيار.