وليد علي يتحدث عن التكنولوجيا الزراعية في العالم والشرق الأوسط
يعاني العالم حالياً من تحديات عديدة تواجه القطاع الزراعي وتهدد الأمن الغذائي وإنتاج المحاصيل، وتعد أهم هذه التحديات هي التصحر وتدهور التربة وانكماش الرقعة الزراعية بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على الغذاء نتيجة الزيادة السكانية المستمرة. ومع ظهور هذه التحديات وتجلي أثرها السلبي ظهرت الحلول المختلفة بفضل التقدمات التكنولوجية في الزراعة. التكنولوجيا الزراعية (Agritech) هي استخدام التكنولوجيا والتقدمات والابتكارات التكنولوجية لزيادة الإنتاج الزراعي وتحسين كفاءة العملية الزراعية وتطوير أنظمة زراعية ذات كفاءة عالية قادرة على مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه القطاع الزراعي على مستوى العالم. وتهدف الأنظمة المختلفة للتكنولوجيا الزراعية (Agritech) إلى إنتاج المزيد من المحاصيل على مساحة أقل وباستخدام مدخلات أقل.
سوق التكنولوجيا الزراعية كخدمة يصل إلى 1.10 مليار دولار في 2020.
بلغ حجم سوق التكنولوجيا الزراعية كخدمة (Agricultural Technology as a service) وهو سوق الحصول على الوسائل المختلفة للتكنولوجيا الزراعية كخدمة حوالي 1.10 مليار دولار في عام 2020 ومن المتوقع أن يحقق معدل نمو يبلغ 20.7% بحلول عام 2027. ينقسم السوق إلى البرامج والمعدات وسيطرت أمريكا الشمالية على الحصة الأكبر من السوق بنسبة 46.81 % ثم أوروبا وآسيا بحصة تبلغ 17.6% و16.72% بالترتيب، وأمريكا الجنوبية بنسبة 7.68% في حين ساهم الشرق الأوسط وإفريقيا بنسبة 3.31%. الحجم الكبير للسوق يوضح اتجاه القطاع الزراعي في العالم بشكلٍ واضح نحو استخدام التكنولوجيا واتباع أساليب جديدة في الزراعة تساعد على استدامة القطاع وتواجه المشكلات التي تواجه وسائل الزراعة التقليدية.
إنترنت الأشياء والهيدروبونيكس (Hydroponic System) الأكثر رواداً في التكنولوجيا الزراعية.
تتعدد أنواع التكنولوجيا في الزراعة وتشهد تطور مستمر بفضل الابتكارات العديدة التي تحدث في المجال ولكن يعتبر أهم نوعين هما إنترنت الأشياء والهيدروبونيكس. الهيدروبونيكس (Hydroponic System) هي الزراعة بدون تربة وتستخدم بشكلٍ كبير في أوروبا ويتسارع انتشارها في العالم بفضل المزايا العديدة التي يحملها هذا النوع من الزراعة التكنولوجيا (Agritech). تعتمد الهيدروبونيكس على فكرة بسيطة، وهي توفير طاقة النباتات بدلاً من البحث عن الغذاء في التربة وتركيز هذه الطاقة في النمو والإنتاج، حيث يتم استبدال التربة بالحصى أو الرمال أو نشارة الخشب أو أوعية ماء ويتم إضافة مادة سائلة (في أغلب الأحيان ماء) مزودة بالمواد الغذائية التي يحتاجها النبات بصورة مركزة تسرع عملية النمو والإنتاج وتغني المزارع عن الحاجة إلى التربة والسماد والكميات الكبيرة من المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية وترتبط الهيدروبونيكس ارتباطاً كبيراً بالزراعة الأفقية التي يتم فيها استخدام أوعية موضوعة بشكلٍ أفقي لتوفير مساحة أكبر وإنتاج كمية أكبر بتكلفة أقل.. ولضمان توفير بيئة ملائمة ومماثلة للتربة تستخدم التكنولوجيا لتثبيت التوازن بين قلوية وحموضة الماء أو المادة المستخدمة مما يجعل الهيدروبونيكس (Hydroponic System) تكنولوجيا قابلة للاستخدام مع أي نبات. بفضل هذا الأسلوب تنتج الهيدوبونيكس (Hydroponic System) محاصيل قوية قادرة على البقاء طازجة لفترة أطول وإنتاج كميات أكبر باستخدام مساحة أقل وتكلفة منخفضة بالمقارنة مع أساليب الزراعة التقليدية. ويتوقع أن يبلغ حجم سوق الهيدروبونيكس 16.6 مليار دولار بحلول عام 2025.
إنترنت الأشياء يعد أحد أكثر أساليب التكنولوجيا المتطورة في الزراعة ويشهد رواجاً كبيراً في السنوات الماضية بفضل سهولة استخدامه وكفاءته العالية التي تساعد على استدامة العملية الزراعية والحفاظ على المحاصيل من العوامل التي تؤدي إلى ضياع جزء كبير منها مثل الأمراض والآفات الزراعية والحشرات. ويعتمد إنترنت الأشياء على استخدام الإنترنت للتحكم بالمعدات التكنولوجية المختلفة المستخدمة في الزراعة. وتُستخدم معدات مثل أجهزة الاستشعار لمراقبة المحاصيل الزراعية وحمايتها من الحشرات والآفات التي تقتل المحاصيل، كما تستخدم أنظمة تتبع الموقع والأقمار الصناعية في مراقبة المساحات الزراعية الكبيرة لتحديد المساحات التي بحاجة للري كما تستخدم لمراقبة الأوضاع الجوية. أيضاً، تستخدم الآلات الزراعية كالجرارات وغيرها من الآلات ذاتية القيادة التي يأتي على رأسها الطائرات بدون طيار (Drone) المزودة بكاميرات لمراقبة المحاصيل ويتم تطوير هذه الطائرات لتستطيع رش المبيدات والأسمدة السائلة لتسريع عملية محاربة الأمراض الزراعية والتخلص من الحشرات كما تساعد هذه الآلات في توفير التكلفة وتقليل العمالة ورفع الكفاءة الزراعية. يتم التحكم بكل هذه الوسائل عن طريق الإنترنت ويتم جمع البيانات وتحليلها لضمان كفاءة النظام وتحليل وسائل تطويره.
الشرق الأوسط يواكب العالم في تطورات التكنولوجيا الزراعية (Agritech)
يعاني الشرق الأوسط من تحديات القطاع الزراعي مثل باقي أنحاء العالم وربما أكثر نتيجة المناخ الحار مقارنةً بالعديد من المناطق الأخرى بالإضافة إلى الزيادة السكانية وانكماش الرقعة الزراعية نتيجة أضرار الاحتباس الحراري التي تساهم بشكلٍ كبير في عملية التصحر وتدهور التربة. ومع الحاجة للتطوير في القطاع الزراعي، بدأت الدول العربية في تبني الوسائل الحديثة والتكنولوجيا الزراعية (Agritech) لتطوير القطاع الزراعي في الدول العربية حيث بدأ ظهور العديد من الشركات الناشئة التي تستخدم التكنولوجيا الزراعية (Agritech) وأحدثت هذه الشركات طفرة في القطاع الزراعي بالدول العربية، وتتجه العديد من هذه الشركات لاستخدام الهيدوربونيكس (Hydroponic System) وإنترنت الأشياء التي أثبتت كفاءة عالية وقدرة واضحة على إنتاج المحاصيل الزراعية بكميات كبيرة وهو الذي يدفع العديد من الشركات لاتباع خطى هذه الشركات في تبني التكنولوجيا الزراعية (Agritech) واستخدام طرقه المختلفة لمواكبة التطورات التي يشهدها القطاع الزراعي في الآونة الأخيرة.
هذا المقال مقدم من شركة جي وورلد التي تقدم تقارير تحلل وتقيم قطاعات الاستثمارات البديلة في الدول العربية التي يأتي من ضمنها القطاع الزراعي والأجريتيك (Agritech) بالإضافة إلى تقارير تقوم بقياس أداء القطاعات الزراعية في الدول العربية والتطورات في استخدام التكنولوجيا الزراعية (Agritech) والشركات الرائدة في استخدام هذه التكنولوجيا والشركات الناشئة في المجال وحجم الجولات التمويلية وأكبر الوسائل التكنولوجية الجاذبة للتمويل، بالإضافة إلى تقارير تحلل أداء الدول العربية في مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والقانونية والتقنية.